المشرف العام عاشق ريماس
عدد الرسائل : 24 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
| موضوع: " يا رسولَ اللهِ عُذْراً " أحمد مطر الأربعاء مارس 12, 2008 2:11 pm | |
| عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق
تأثيرُ الشاعرِ في نفوسِ الناسِ أشد من تأثيرِ غيرِه من أهل الصنعة الكلامية ، لأنَّ الشاعرَ يُخاطِبُ مشاعرَ الناسِ ، و يُحادثُ نفوسَهم ، فيصُبُّ ما لديه في أوعية قلوبهم ، بترنيمةِ الحرفِ ، و نَغْمةِ اللفظ ، و براعةُ المعنى تحكُمُ الصولاتِ البنائية ، لأجلِ ذا كان إقبالُ الناسِ على أشعارِ شُعراء دون غيرِهم من هذا البابِ أُوْلِجَتْ نفوسُهم ، و هنا تكمُنُ قوةُ الشاعرِ و يكون تميُّزُه في شعره ، و على قدرِ إقبالِ الشاعرِ على تجويدِ شعرِه يكون إقبال الناسِ ، و الطيورُ على أشباهها تقع . مِن الشعراءِ الذي تميَّزوا بالإبداعِ الشعري ، في تسخيرِ شعرِه بالتمسخُرِ الظريف ، الحاوي على لطيفِ اللفتاتِ التي يَعقلها القارئون ، الشاعر أحمد مطر ، و هو ممن أمطرَ الساحة الأدبية بمحمودِ شعره فغداً أحمدَ الشعراءِ شعراً . لم يكنْ واقفاً مكتوفَ اليدين حينَ بَدتْ بادِيَةُ الدنماركِ في الإساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، بل أعْمَلَ شعراً في إعلاءِ مقامِ متبوْعِه و نبيه محمدٍ صلى الله عليه و سلم ، ففاضت قريحته بقصيدةٍ جميلةٍ راقية ، قرأتها للتوِّ ، فكتبتُ هذه التوطئة حالاً ، فدونَكم القصيدة مسبوقة بتوطئة ، لتكون القصيدة متبخترةً مختالةً تتخذ من التوطئة محلاً لِوطءِ قدَم علوها و سمو معانيها .
عبد الله العُتَيِّق
يــا رســولَ اللهِ عُذْراً
يا رسـولَ اللهِ عُـذرا --- قالت الدنمـاركُ كفـرا قد أساءوا حيـنَ زادو --- في رصيدِ الكفرِ فُجْـرا حاكَها الأَوْبـاشُ ليـلاً --- و استحلُّوا السَّبَّ جَهرا حاولوا النَّْيـلَ و لَكـنْ --- قد جََنـو ذُلاًّ و خُسْـرا كيـفَ للنَّمْلَـةِ ترجـو --- أن تطالَ النجـمَ قَـدْرا هل يعيبُ الطُّهْرَ قَـذْفٌ --- مِمَّن اسْتَرْضَعَ خَمْـرا دولـةٌ نِصفُهـا شـاذ --- ولقيـطٌ جـاءَ عُهْـرا آهٍ لو عرفـوك حقـاً --- لاسْتَهامُو فيـك دهـرا سيرةُ المختـارِ نـورٌ --- كيفَ لو يَدْرون سطـرا لو دَرَوا من أنت يومـا --- لاستزادوا منكَ عطـرا قطـرةٌ منـكَ فُيُـوضٌ --- استحقَّ العمـرَ شكـرا يا رسـولَ اللهِ نحـري --- دونَ نحرك أنتَ أحرى أنتَ في الأضلاعِ حـيٌّ --- لم تَمُتْ و الناسُ تَتْـرا حُبُّكَ الـوَرْدِيُّ يَسْـري --- في حنايا النفسِ نَهْـرا أنتَ لمْ تَحْتَجْ دِفَاعـي --- أنتَ فوقَ الناسِ ذِكْـرا سـيـدٌ للمرسلـيـنَ --- رحمةٌ جاءتْ و بُشْرى قُــدْوَةٌ للعالَمـيـنَ --- لو خَبَتْ لمْ نَجْنِ خيـرا يا رسـولَ اللهِ عُـذرا --- قَوْمُنا للصمتِ أسـرى نَـدَّدَ المغـوار منهـم --- يا سواد القومِ سَُكـرا أيَّ شـئٍ قـد دهاهـم --- ما لهم يَثْنُون صدرا ؟ لم يَعُدْ للصَّمْـتِ معنـا --- قد رأيتُ الصمتَ وِزْرَا مَلَّت الأسْيـافُ غَمـدا --- تَرْتَجي الآسـادَ ثـأرا إن حَيِيْـنـا بِـهَـوانٍ --- كان جوفُ الأرضِ خيرا يؤْلِـم الأحـرارَ سـبٌّ --- لرسـولِ الله ظـهـرا و يزيـدُ الجُـرْحَ أنَّـا --- نَسْكُـبُ الآلامَ شِعْـرا فمتـى نقـذفُ نـاراً --- تَدْحَرُ الأوغـادَ دحـرا يا جموعَ الكفرِ مَهْـلا --- إنَّ بعدَ العُسـرِ يُسـرا | |
|